عبد الله … يستريح

ورائِيَ قافِلَةٌ مِنْ نَخيلْ‏

تجُرُّ إلى الموتِ أعْناقَها‏

و حاديَةُ الريحِ لُصقي‏

تقلِّبُ في الليلِ أوْراقَها لتُعلنَ بَدْءَ العَويلْ‏

صرخْتُ: قِفي‏

الطريقُ طويلٌ … طَويلْ‏

و ما زالَ في العمرِ مُتَّسع للرَّحيلْ‏

فها أنا آتٍ أجدِّدُ صحوَةَ حُلمٍ جَميلْ‏

تمدَّدَ في جعبةِ المتعبينَ طويلاً‏

صهيلاً خَبا في الصَّهيلْ‏

أجيءُ لأرسُمَ وجْهَ ولادَتِيَ الثانيَةْ‏

إذا الدَّرب فرَّ عنِ الخطوَةِ التالِيَةْ‏

و أُعْلِنُ أِني نهضْتُ مِنَ المَوتِ‏

مِنْ تُربَةِ الصَّمتِ أنشئُ ذاتي وأُلغي شَتاتي‏

و أُلْقي على الموْتِ ثَوْبَ البَديلْ‏

* * *‏

تقولُ النوارِسُ – وهي تلملِمُ أَعْراسَها‏

: إنَّ للبحرِ فَصْلَ غِيابٍ‏

ينامُ بهِ مُسْتريحاً مِنَ الخَوْفِ‏

ثم يُلمْلِمُ أسرارَهُ نحوَ صُبحِ الشُّطوطْ‏

و ترجِعُ للبحر أَفراحُهُ الغافيةْ‏

و الطيورُ تخبِّئ في البرْدِ أسْرارَها‏

و تنشرُ للدِّفء إِبداعَها‏

يوم يستيقظُ الزَّيزَفونُ‏

و ينسجُ فوقَ المحبينَ أجنحةً‏

ينامُ جناحٌ بدفء جناحْ‏

كثيراً عليَّ ترينَ إذاً أنْ أُعانِقَ أفراحيَ الآتِيَةْ؟‏